تمرد لطيف
أحيانًا أتعمد أن أضايق من أحب، فلا أفعل كل ما يُطلب مني أو يُؤمرني به، فأنا –على أي حال– حرٌّ في تصرفاتي، ولا يملك أحدٌ عليَّ أمرًا ولا طلبًا، وإن نفذتُ طلبًا فهو فضلٌ مني، لا لأني مطالب به. أحيانًا أتجاهل لحاجة في نفسي أو لكسل، لكنه نوعٌ من التذكير أني أفعل ما أفعل لأني أريده، لا لأنه فُرض عليَّ.
وأشعر أن ذلك يخلق جوًّا من تعكير ماء الجير الرائق، فيضيف نوعًا من الرمادي على الأبيض الناصع، ليس المفضل عند الكثيرين، ولكنه تغيّر.
وأذكر أيضًا قصة الأسماك التي كانت تُنقَل في شاحنة مدة أسبوع مع طعام أمان وكثير ، فإذا جاء المستهلك ليأكلها وجد طعمها سيئًا، فقررت الشركة أن تضيف مفترسًا يخيفها ويحركها ويجعلها تفكر وتبحث عن النجاة، كأنها في المحيط.