الحماس المكتوم

في بعض الأحيان يكون المرء متحمسًا لفتح موضوع جديد، ويكون في قمة الحماس والشغف، لكن من أكثر الأمور تأثيرًا على هذا الحماس، أن يُقابل بردّ غير مُبالٍ أو يقلّل من شأنه، مما يجعله يشعر وكأنه أبله بسبب حماسه، وكأنه طفل في الحضانة كتب حرفي "أ" و"ب"، وذهب بحماس إلى والده استاذ و دكتور في قسم اللغه العربيه يخبره بذلك، منتظرًا منه الانبهار.

سواء في التعامل الرقمي أو الواقعي، إذا شعر الإنسان أن حديثه لا يُؤخذ على محمل الجد، أو أن كلماته بلا قيمة، أو أنه يُكثر من الكلام بلا طائل، فإن ذلك يجرحه بعمق، ويزرع بداخله شعورًا بالكتمان.
ذلك الإحساس بأن صوته غير مسموع، أو أن وجوده لا يُحدث فرقًا، يدفعه إلى الانطواء، ويغرس فيه فكرة أن الصمت أكثر أمانًا من التعبير.


فذلك الشعور المُخزي، بأنك تتحمس لأي شيء، أو تبدو أكثر حماسةً مما ينبغي، يقتل في داخلك مع مرور الوقت روحَ المبادرة، والشغف، وحبّ التعبير عن الذات.
ويحوّلك إلى شخص باهت، غير مُبالٍ، لا يهتم ولا يتعجّب، شخص لا يكترث لأي شيء،
 حتى مع الأشخاص الذين يشبهونه في شدة الحماس، فتدخل في دائرة لا تنتهي.