لا بين حب ذات و التكبر

أول مرة سمعت عن أهمية قول "لا" كنت في الصف الثاني الثانوي.

كانت في أحد فيديوهات التنمية الذاتية، ورغم أن جودة الفيديو لم تكن ممتازة — على غير العادة — إلا أن الكلام شدّني فعلًا. شعرت بأنني أمام مفهوم أعمق من مجرد كلمة.


بدأت أبحث أكثر، واكتشفت أن "لا" ليست مجرد كلمة نستخدمها لرفض أمر ما، بل هي فلسفة، ومنطق خاص، وطريقة تفكير. أن تقول "لا" يعني أن تكون قويًا بحق، فليس من السهل أن تواجه رغبة أحدهم أو حتى رغبتك الشخصية وتقول لها "لا". الضعيف لا يستطيع قولها، والهشّ لا يملك الجرأة على المواجهة.


قول "لا" قد يُفهم أحيانًا على أنه تكبر أو عدم اهتمام بالآخرين، لكنه في الحقيقة اهتمام حقيقي — اهتمام بالنفس، بالوقت، وبالطاقة. فمن يضع مصلحته في المقدمة لا يعني أنه أناني، بل يعني أنه يدرك أن العطاء الحقيقي لا يكون على حساب النفس. وعندما ينتهي مما يشغله، سيعود إليك ليسمعك ويهتم بك.