أصعب من الهجر ما بعده
أن يتركك أحدهم، أو حتى أن تبتعد أنت عن شخص ما، لكن الأصعب... أن تبقى هناك أشياء لن تُقال، لأن قولها لا يجوز، أو لأن وقعها موجع.
فلا أحد سيخبرك صراحة: "لم أعد أتقبلك"، أو:
أما إن كنت أنت من تُرك، فغالبًا ستدخل في دوامة من الأسئلة مع نفسك: "هل أنا السبب؟ ما الخطأ الذي ارتكبته؟"
تحاول مدّ حبل الوُد مجددًا، لكنه يعود إليك مرتخيًا، فاقدًا للتوتر الذي كان يومًا ما يشدّه بينكما. تجد الردود باهتة، باردة، على قدر السؤال... ولا شيء أكثر.
فتنغمس في حوارٍ داخلي لا نهاية له، إلى أن تصل لنقطة فاصلة:
إما أن تتقبل غيابه، وتُسلّم بأنكما كنتما مجرد مرحلة وانتهت، فتحترم الذكريات، وتمنحها مكانًا هادئًا في ذاكرتك،
وإما أن ترفض، وتعيش حالة من الإنكار:
"ربما هو مشغول، أو متعب، أو عاجز عن العودة"،
أو يتحوّل كل شيء بداخلك، فتراه خائنًا... بائعًا للعِشرة.
لكن الحقيقة التي لا مهرب منها:
أنك لا تملك السيطرة على بقاء أحد في حياتك،
ما تملكه فقط... هو ردة فعلك.
فاجعلها ردة فعل صحية... من أجلك.