التامل الذي لا زمن له و الزمن الذي لا تتامل فيه؟

هناك أوقات في الحياة لا تملك فيها رفاهية التوقف للتأمل، ولا جدوى من الغرق في التفكير العميق أو الفلسفات المعقدة. اللحظة تمضي، والزمن لا ينتظر، وإذا أصررت على الوقوف حين لا ينبغي لك ذلك، فقد تجد نفسك ملقى على الأرض، تتذوق تراب الشارع، ووجهك يلتصق بطين الطريق. ليست كل لحظة تستحق أن تُستنزف في التفكير، أحيانًا عليك فقط أن تتحرك، أن تستجيب للواقع كما هو، بلا تردد ولا أسئلة زائدة ولا فلسلفه فارغه.

                                                                                                                      لكن

 أن تمضي في الحياة دون وعي، كحيوان يسعى خلف غريزته، يأكل لينجو، وينام ليعود إلى الركض مجددًا، فهذا انحدار لا يليق بك. أن تكون إنسانًا يعني أن تمتلك القدرة على التأمل، أن تنظر إلى ذاتك من الخارج، أن تدرك قيمتك دون أن تحتاج إلى تصفيق الآخرين. ستعرف حينها متى تكون المخطئ ومتى تكون المصيب، ولن يفلح جاهل في زعزعة ثقتك، ولا فاحش في تشويهك، ولا متنمر في استغلالك. حين تدرك ذاتك، لن تكون فريسة لأحد.