حبس نفسي

 ما وجدتُ أَوْحَشَ من المرءِ من سجنٍ بناه بنفسه ووضع نفسه فيه، فهو حقًا يعرف أنه لا مخرجَ له، لأنه هو نفسه أغلق كلَّ ثغرةٍ وكسر كلَّ معلقةٍ قد يصنع بها نفقًا يومًا ما. فهو فيه لا يوجد خروج، ولكن المفارقة أنه استوحشَ هذا ويحاول يائسًا أن يخرج ويؤلم نفسه ويسألها: "لما هذا من البداية؟ ما فعلتُ لكل هذا؟" وبدأ بكره نفسه أكثر من أي وقتٍ مضى، ولكنه أيضًا لا يملك غيرها. ولكنه وصل للحائط المعتاد في محكمةٍ تشبه محاكم التفتيش بلا قاضٍ ولا محامٍ ولا شهودٍ ولا أدلة، يُلقي ويستلم الاتهامات بينه وبين نفسه،

 ولكن إلى متى؟