السخط

ينما كنت جالسًا مساء أمس، أصابتني حالة من السخط العام، ليس على شيء معين، ولا على شخص، ولا على فعل محدد، بل كان سخطًا عامًا. شعرت حينها أنني كرهت كل ما أحب، وأردت أن أُدمِّر كل ما هو جميل. لكن زال عني هذا الحال بعد جرعة سخية من الكتابة. كانت الكتابة قد غسلتني وغسلت روحي، ولكن لم يختفِ سخطي ومقتي على الزمان والمكان، وإنما قلَّ بنسبة 33%. قد تسألني: "لماذا هذا الرقم تحديدًا؟" لن أرد عليك، فأنا لا أحب الدخول في نقاشات جانبية. ولكن، دعني أقول، حاولت أن أبحث عن معنى كل شيء. لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ كم من فيلسوف مات قهرًا وهو يبحث عن إجابة، وكم من طبيب سهر ولم ينم لكي يعرف لماذا أصاب مريضه هذا. "لماذا" هو سؤال عنيد، أبو الأسئلة في نظري، ومع ذلك لم أجد إجابة.

شعرت وكأنني أسد مفترس محبوس في قفص، يُقدَّم لي الطعام والشراب، لكن غرائزي للافتراس لا تزال موجودة. أصابني هذا السخط الذي يجعل بعض الأسود تتوقف عن الأكل لأيام، ولكني لست أسدًا على أي حال. كان رد فعلي هو... السخط.